سواد غريب خيم على تلك الليلة
كل شيء صامت وحزين
حتى انت ايها القمر
توشحت بالسواد
كنت تبكي بصمت
تراقبنا بصمت
انت فقط كنت تعلم
ولا خيار لك سوى الصمت
ارسلتَ اشعاعا خافتا مرتعشا احاط خطواتنا المتثاقلة
اردتَ ان تمنحنا بعض الامل ..
بعض النور ..
امنية اخرى باللقاء
برغم انك تعلم ..
الارض هي الاخرى شاركتك الحزن
على وقع اقدامنا عزفتْ لحنا رتيبا
يحكي رتابة هواجسنا المتضاربة
والاشجار مالت على بعضها همسا
يحمل وشاية ونميمة
خشيت ُ انتقالها الى مسامعه فتفضح سري
حتى الهواء كان ثقيلا
يحمل ارهاصات الرحيل
تشابكت اصابعنا طوال الطريق
الا ان افكارنا لم تتشابك
كل منا سبح في دوامته الخاصة
عيناه تحمل شفقة تجلد كبريائي
كلمات قليلة تبادلنا
برغم شحها تساقطت
عميقة
غائرة
نازفة
كل شيء كان هادئا
الا داخلي
ملايين الزوابع تعصف بي وتقصف ارجائي
فتمزق صبري
كخيمة بالية نصبت في العراء
اخاف ان تخونني شجاعتي فاعترف بكل شيء
انظر اليك يا قمر
واستجمع شتات نفسي المبعثرة
واحشد مبرراتي القاسية
عيناي معلقة عندك
فانت وحدك تعلم
كنت شاهدا على رحلتي اعواما طوال
اتشبثُ بأصابعه بقوة
فتتململ مفارقة اصابعي
ويهمس رفقا بنفسك وارفقي بي
الكلمات ماتت على شفتي
واتحامل على المي لأزداد اصرارا على الصمت
اسارقك النظرات
فتُأمِنُ على صمتى لأنك تعلم
اشعر بزلزال مدمر يجتاحني
والارض تميد من تحت قدمي
هي ايضا تشفق علي
تريد لي التحليق بعيدا
قبل ان تضمني بين ذراعيها
لكنها هي ايضا تعلم
ومضى غاضباً
حزيناً
تاركا كلماتي اليتيمة معلقة في الهواء خلفه
كل شيء ناداه
لا تحزن ..
لا تغضب ..
انت لا تعلم
وخير لك انك لا تعلم
لكنها نداءات صامتة لا يسمعها سواي
تنتشلني من يأسي
وتغسلني ببراءة دموعك الصامتة
وترسل هالتك الحانية لتلفني
بصمت اشد
فأستعيد رباطة جأشي
توشوشني بهمس
انت اردتِ ذلك
لم يكن خياراً بقدر ما كان فرضاً قاسياً
خشيتِ عليه الالم
لم تريدي له المعاناة
فاردتِ له الا يعلم !!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق