الاثنين، 10 مايو 2010

ورجعت الشتوية







كانت ليلة باردة


احدى اسوأ الليالي الشتوية العابسة على الاطلاق

شعرت بالصقيع يتخلل عظامي



 مع كل لفحة هواء تجلد زجاج النافذة


كنت اسمع انين البَرَد


 عندما تصطدم قطعه بحافة افريز الشرفة وارضيتها

عويل الريح 



ممتداً  .. حزيناً ..  صاخباً .. 


 يسكن مسامعي

كنت وحيدة .. خائفة .. مستوحشة


تدثرت بالعديد العديد من الاغطية السميكة 



القاتمة قتام تلك الليلة

الثقيلة ثقل انفاسي


ما من شيء يصل الى الصقيع الضارب بأعماقي


ما من وسيلة تذيب الجليد الذي بدأ يغلف حياتي




و جئتني



  بسمةٌ خجلى تلون شفتيك

بريقٌ ساحر يطل من عينيك


همست دفئاً وشوقاً وعشقاً ( احبك )


فانهار جبل الجليد الذي يحاصرني


وانساب نهراً رقراقاً مبشراً بحلول الربيع


للوهلة الاولى


اسمع صوتك الحاني


يسكب في طيات الحروف نغماً حالماً يأسر النفس


اقتربت مني حتى احمرت وجنتاي بحر انفاسك


وقبلت جبيني باشفاق وخجل


كأنك تخشى جرحه بقبلاتك


وحملتني بين ذراعيك


فدفئت قلبي البارد منذ زمن لا ادريه


شعرت بالدماء تسري في عروقي


وبوهج الحياة يدب في اوصالي


سمعت زقزقة شهر نيسان تاتي عبر الاثير



 هدية يحملها سانتا كلوز في عربته السحرية

تلونت السماء في تلك الليلة بنور مشع


جهلت مصدره لبرهة



 ما فتئت بعدها متيقنة انه من جبينك الوضاء

ليست السماء وحدها من اشرقت


فقلبي كذلك تفتح بين يديك وردة جورية بكر


مازلت اسمع تلاحق انفاسك يشعل عالمي شوقا وحنينا


مازلت اشم عطرك الغامض يسكن وسادتي


ومازال منديلك الذي جففت به دمعي يحمل لمس كفيك


وغفوت على صدرك بعد طول سهاد والم


وعندما فتحت عيني


لم اجد سوى زجاجة محلول طبي قد علقت في ذراعي


ووجه اعرفه جيدا ينظر الي باشفاق وحنو


وامنيات ودعوات



 مبعثرة في اجواء الحجرة العابقة برائحة الدواء

اشارة مني الى قطعة حريرية موشاة



 تهالكت على طرف النضد

حملتها تلك الاصابع الحانية الي


اتراني اهذي؟!!


لا ااااا



فهذا منديلك يحمل رائحتك ولمس كفيك ودموعي

وهاهي قبلتك الاولى ما زالت ترتسم على جبيني


وهاهي وقع اثارك مازالت موشومة على اجزائي


منذ تلك الليلة الشتوية الربيعية


يحملك الي سانتا كلوز في عربته السحرية 



كلما رأت النجوم دموع اشواقي

وسمعت الغيوم انين عذابي


مازلت منذ تلك الليلة


لا اصدق بأنك


مجرد حلم شتوي

عابر...




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق